Wednesday, May 18, 2016

 الاستلهام من مدارس الفن الحديث 
تعريف الأستلهام :
الأستلهام غذاء المصمم ، فمثلما يحتاج الانسان إلى الطعام والشراب  ليبقى على قيد الحياة ، يحتاج المصمم إلى الأستلهام لغذاء افكارة وتخيلاتة والتى تمهد له الطريق نحو التمييز والأبداع  وتحقيق الفردية  والاصالة فى أعماله التصميمية .
 - هو نوع من الضوء أو الشرارة التى تنير للفنان المصمم الطريق الغامض ، وحينما يظهر هذا الضوء ويتناوله بالرعاية يفتح له الطريق نحو الأبداع
  ويعد الأستلهام الضوء  يجعل الفنان المصمم يدرك العلاقات المختفيه ويعثر على الروابط المفقودة ، فأثناء رسم الكروكيات تنبثق فجأءة اللحظة التى تولد فيها الفكرة التصميمية المرتبطة بالألهام بدون مقدمات أو سابق إنذار
-فالاستلهام هو بزوغ لفكرة نتجت عن مؤثر خارجي ثم سرح فيها الفنان وتخيلها ليعمل على تنفيذها بعد أن يضيف إليها قيمة جديدة من ذاته  
وتعد الفكرة هي روح التصميم  وللحصول على تصميم مبتكر يجب أن تكون الفكرة مميزة ، فمعظم الأفكار يتم إستلهامها من واقع المصمم ومن البيئة المحيطة به ، وهنالك أفكار يتم قذفها في روح المصمم هكذا فجأه من أماكن غير متوقعه تحفز المصم نحو الأبداع ، وقد تكون الفكرة الناتجة عن الأستلهام بسيطة في بدايتها، قليلة في تفاصيلها، ثم يقوم المصمم بتطوير هذه الفكرة وتحسينها حتى تصل الي المستوي المطلوب ببذل الجهد والدراسة اللازمة حولها وعدم الاقتناع بالفكرة البدائية، بل السعي للغوص إلى أعماق الموضوع ودراسته بشكل جاد حتى نصل الي جودة التصميم المطلوبة  وعلى مصمم الأزياء دراسة المطبوعات الخاصة بالموضة  وبخاصة دوريات الموضة وتنبؤاتها – والتي تصدر كل ثلاثة شهور او الدوريات النصف سنوية، والتي تعتبر مصدر مثالي لإلهام المصممين، وتعطي نظرة عامة عن الموضة المتوقعة    

 و عملية الاستلهام عملية حسية فنية تهدف إلى إعادة صياغة المصدر صياغة جمالية ونفعية بأكثر من رؤية فى التصميمات المبتكرة وفقاً لمتطلبات العصر ، وعادات و تقاليد المجتمع المتواجد فيه الفنان المصمم ، ولاتأتى هذه العملية إلا بعد إثارة المصدر لخيال المصمم ، حيث يكون هناك نوعاَ من التعايش والزوبان بين شخصية المصبينهما.

 ويمكن الحكم على مهارة الاستلهام لدى الفنان المصمم  من خلال القدرة على :
- أبتكار اكبر كم من الافكار المتنوعة من  المصدر محل الأستلهام خلال فترة زمنية محدده
-      ابتكار افكار غير شائعة
-  إضافة تفاصيل جديدة ومتنوعة لافكاره التصميمية بحيث يظهر التصميم بأكثر من رؤية تصميمية
مدارس الفن الحديث كمصدر للأستلهام فى تصميم الأزياء :
يعد فن تصميم الأزياء أحد الفنون التشكيلية التطبيقية التى تولى الأهتمام بمتطلبات التجديد والابتكار من خلال الكشف عن المزيد من الرؤى الفنية.
وتمثل الأعمال الفنية لفنانى مدارس الفن الحديث مصدراً خصباً من مصادر إلهام الفنان المصمم ، فمن خلال دراستة ومعرفته بسمات تلك الأعمال وتحليليه لمفردات تكوينها يتكون لديه مخزون فكرى يمكنه من ترجمتها وإعادة صياغتها وتوظيفها بأكثر من رؤية تصميمية فى مقترحاته التصميمة ،  ويتوقف ذلك على قدرة  وخبرة ومهارة الفنان المصمم ، ومدى إندماجة وإنصهارة فكرياً داخل مفردات بناء العمل الفنى محل الأستلهام.
 ويجدر الإشارة إلى ان مجال الرؤى فى تصميم الأزياء لايقتصر فقط على الأستلهام من مفردات البناء التكوينى للوحات الفنية لفنانى مدارس الفن الحديث ، فالفكر التصميمى قد لايعبر عن مفردات اللوحات بقدر مايعبر عن السمات الفنية التى تخضع لها.
 أساليب الاستلهام لدى الفنان المصمم :
1-   النقل المباشر الكلى : يعتمد من خلاله المصمم على إعادة محاكاة مصدر الأستلهام كلياً فى التصميم ، وعاده مايظهر هذا النوع فى تصميمات الازياء المطبوعة او المطرزة  بمصادر الأستلهام
2-    النقل المباشر الجزئى :  يعتمد من خلاله المصمم على معايشة و تحليل مصدر الاستلهام من حيث " الخطوط ، الألوان ، المساحات ، الاشكال ،......." وخلال عملية التحليل يظهر جزء أو اكثر نراه قد إستحوذ على خيال وفكر المصمم فيقوم بإعادة صياغته وتوظيفة بأكثر من رؤية فنيه فى أعماله
3-   التحوير الفنى : يعتمد من خلاله المصمم على إجراء تحوير فنى للمصدر محل الاستلهام ومن ثم إعاده صياغته من جديد بشكل مبتكر فى التصميم  ، وذلك دون أن يمتد هذا التحوير إلى تغيير كلى فى المصدر أ و طمس معالمة .
4-   الرؤية الذاتية :  حيث تكون الافكار جديدة وخالصة وهنا يندرج تفكير المصمم تحت مظلة التفكير الأبتكارى او الابداع .
 ويعتمد من خلاله المصمم على الدراسة الفنية للمصادر محل الأستلهام ، ومن ثم يبدا فى إبتكار تصميمات ازياء
مشبعة برؤيته الذاتية التى تعكس جملة ماأثير بداخله من إنفعالات  تجاه مصدر الأستلهام.
مراحل عملية الأستلهام لدى الفنان المصمم :
1- تحديد مصدر ألاستلهام :   يتم فى هذه المرحلة إختيار أحد المصادر الفنية ، بحيث يكون واضح المعالم وثرى بالعناصر التشكيليه من " خط ، لون ، ملمس ،مساحات ، اشكال ،....." ،  فثراء المصدر يمنكة أن يحرك إنفعالات وخيال الفنان المصمم فى إتجاهات تصميمية عديدة .
2- عمل دراسة تحليلية لمصدر الاستلهام :  فمن خلال دراسة المصادر الفنية محل الاستلهام وتحليلها لوقوف على مفردات بناءها التشكيلىية وسماتها الجمالية  ، يتسع لدى المصمم نطاق التفكير الابتكارى ومن ثم الشروع فى إعاده الصياغة والتوظيف الفنى بأكثر من رؤية تصميمية.
3- تحديد أسلوب الاستلهام :    ويتوقف تحديد اسلوب الأستلهام على الغرض منه . هل الغرض منه تحقيق إستمرارية وتجديد المصادر الفنية محل الأستلهام لتتلائم مع متطلبات العصر ؟ فإذا كانت الاجابة بنعم. فيقوم المصمم حينذاك بإعاده إستنساخ لتلك المصادر فى التصميمات بشكل مباشر ، وحينما يرفض المصمم هذا الأسلوب فيكون امامه إتجاهين  "الأول  مزج المصدر بشخصيه  ليخرج تصميم مبتكر  يعبر عن المصدر ولكن برؤيته الخاصة و"الثانى" تعبير خالص للمصمم فى ضوء تأثرة بمصدر الأستلهام.
  فكل ماينتجه المصمم من اعمال يكون إنعكاس لمعلومات تجمعت لديه نتيجة لخبرات بصرية أو فكرة مسبقة عن البيئة بكل مافيها من مؤثرات وخبرات بصرية واجتماعية وثقافية وتكنولوجية
5-   تحقيق التآلف والانسجام بين مصدر ألاستلهام وعناصر التصميم : وفى هذه الخطوة يربط المصمم بين المصدر محل الأستلهام وباقى عناصر تصميم المنتج بحيث يظهر الوحده والترابط ويحقق الانسجام والتألف المطلوب بينهم
6-    تحديد وسيلة التنفيذ المناسبة للفكرة التصميمة المبتكرة : يترجم من خلالها المصمم فكرته التصميمه وتتحول من مجرد رسم" أسكتش " إلى واقع ، ويتطلب ذلك أن يكون المصمم ملم بتقنيات تنفيذ فكرته وجميع حلولها التقنية.









No comments:

Post a Comment